١٣٤ ـ أتَجزَعُ أنْ نفسٌ أتاها حِمامُها |
|
فهلاّ التي عن بين جنبيكَ تَدْفَعُ (١) |
قال ابن جني : أراد : فهلا تدفع عن التي بين جنبيك ، فحذفت «عن» من أول الموصول ، وزيدت بعده.
الوجه الثاني : أن تكون حرفاً مصدريّاً ، وذلك أن بني تميم يقولون في نحو : «أعجبني أن تفعلَ» : عن تفعلَ ، وكذا يفعلون في «أنّ» المشددة ، فيقولون : أشهد عنَّ محمّداً رسولُ الله ، وتسمى عنعنة تميم.
الثالث : أن تكون اسماً بمعنى «جانب» وذلك يتعين في ثلاثة مواضع :
أحدها : أن يدخل عليها «منْ» وهو كثير كقول قطري بن الفجاءة :
١٣٥ ـ فَلَقَد أراني للرّماحِ دَريئةً |
|
من عن يَميني مرّةً وأمامي (٢) |
و «من» الداخلةُ على «عن» زائدة عند ابن مالك ، ولابتداء الغاية عند غيره ، قالوا : فإذا قيل : «قعدتُ عن يمينه» فالمعنى : في جانب يمينه ، وذلك محتمل للملاصقة ولخلافها ، فإن جئت بـ «من» تعين كون القعود ملاصقاً لأول الناحية.
الثاني : أن يدخل عليها «على» ، وذلك نادر ، والمحفوظ منه بيتٌ واحد وهو قوله(٢٣٧) :
١٣٦ ـ على عن يميني مرَّت الطّير سُنّحاً |
|
وكيف سُنُوح واليمين قَطِيعُ |
الثالث : أن يكون مجرورها وفاعل متعلّقها ضميرين لمسمّى واحد ، قاله الأخفش ، وذلك كقول امرئ القيس :
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٣٦.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٣٨.
٣ ـ لم يسم قائله. شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٣١٤.