كُلُّ شارد بمردود» (١).
وإن وقع النفيُ في حيزها اقتضى السّلبَ عن كلّ فرد كقول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ في جواب من قال : يا رسول الله إنك سجدتَ بين ظَهرانَي صلاتك سجدة أطلتَها حتى ظننّا أنه حدث أمر أو أنه يوحى إليك ـ : «كلُّ ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن اُعَجّله حتى يقضي حاجته» (٢).
وقد يُشكل على قولهم في القسم الأول قوله تعالى : (وَالله لا يُحِبُّ كُلَّ مُختال فَخُور) (الحديد/٢٣).
والجواب : أن دلالة المفهوم إنما يُعوّلُ عليها عند عدم المعارض ، وهو هنا موجود؛ إذ دلّ الدليل على تحريم الاختيال والفخر مطلقاً.
الثانية : «كل» في نحو : (كُلّما رُزِقُوا مِنها مِنْ ثَمَرة رِزقاً قالُوا) (البقرة / ٢٥) ، منصوبة على الظرفية باتفاق ، وناصبها الفعل الذي هو جوابٌ في المعنى مثل «قالوا» في الآية ، وجاءتها الظرفية من جهة «ما» فإنها محتملة لوجهين :
أحدهما : أن تكون حرفاً مصدرياً والجملة بعده صلة له؛ فلا محل لها ، والأصل : كل رزق ، ثم عبر عن معنى المصدر بـ «ما» والفعل ، ثم اُنيبا عن الزمان ، أي : كلّ وقت رزق.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ح ٢٣٨/١١٩٥.
٢ ـ وقبله : روي عن النسائي بسنده عن عبدالله بن شَدّاد ، عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله في إحدي صلاتي العشاء وهو حامل حسناً فتقدم النبي صىلى الله عليه وآله وسلم فوضعه ثم كبّر للصّلاة فصلّى فسجد بين ظّهرانّي صلاته سجدة فأطالها ، قال أبي : فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه آله وسلم وهو ساجد ، فرجعت إلى سجودي فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه آله وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله ... بحارالأنوار : ٤٣/٣٠٠.