العِزّ بغيرك فذلّوا وراموا الثَرْوَةَ مِنْ سِواك فافْتَقَروا» (١).
ولايكون تمييز الاستفهامية إلاّ مفرداً ، خلافاً للكوفيين.
الخامس : أن تمييز الخبرية واجب الخفض ، وتمييز الاستفهامية منصوب ، ولايجوز جره مطلقاً خلافاً للفراء والزجاج وابن السراج ، وآخرين بل يشترط أن تجر «كم» بحرف جر؛ فحينئذ يجوز في التمييز وجهان : النصب وهو الكثير ، والجر خلافاً لبعضهم ، وهو بـ «من» مضمرة وجوباً ، لا بالإضافة خلافاً للزجاج.
وتلخص أنّ في جر تمييزها أقوالاً : الجواز ، والمنع ، والتفصيل فإن جُرَّتْ هي بحرف جرّ نحو : «بكم درهم اشتريت؟» جاز ، وإلاّ فلا.
وزعم قوم أن لغة تميم جواز نصب تمييز «كم» الخبرية إذا كان مفرداً.
(كي)
كي على ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون اسماً مختصراً من «كيف» كقوله (٢) :
١٨١ ـ كي تَجنَحُونَ إلى سِلْم وما ثُئرَتْ |
|
قَتلاكُمْ ، ولَظَى الهيجاء تَضطَرِمُ؟ |
أراد «كيف» فحذف الفاء.
الثاني : أن تكون بمنزلة لام التعليل معنىً وعملاً ، وهي الداخلة على «ما» الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة : «كيمه؟» بمعنى «لمه». وعلى «ما»
__________________
١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الثامن والعشرون : ١٩٣.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٥٠٧ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/١٥٢. لم يسمّ قائله.