٢١٨ ـ فقلت ادْعُ اُخرى وارفع الصوت دعوة |
|
لعل أبي المغوار منك قريب |
وتتصل بها «ما» الحرفية ، فتكفها عن العمل؛ لزوال اختصاصها حينئذ.
وجوّز قومٌ إعمالها حينئذ حملاً على «ليت» ؛ لاشتراكهما في أنهما يغيّران معنى الابتداء ، وكذا قالوا في «كأنّ» ، وبعضهم خصَّ «لعلّ» بذلك؛ لأشديّة التشابه؛ لأنها و «ليت» للإنشاء ، وأما «كأن» فللخبر.
وفيها عشر لغات مشهورة. ولها معان :
أحدها : التوقّع ، وهو ترجِّي المحبوب والإشفاق من المكروه ، كقول حسان في رثاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
٢١٩ ـ وليس هوائي نازعاً عن ثنائه |
|
لعلّي به في جَنّةِ الخُلد أخلُد (١) |
وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «وَلا تَأمَنْ على نفسك صَغيرَ معصية فلعلك معذّب عليه» (٢).
وتختص بالممكن. وقول فرعون : (لَعَلّي أبْلُغُ الأسْبابَ أسْبابَ السّمواتِ) (غافر/٣٦ و ٣٧) إنما قاله جهلاً أو مخرقة وإفكاً.
الثاني : التعليل ، أثبته جماعة ، منهم الأخفش والكسائي ، وحملوا عليه : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً ليِّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أو يَخشى) (طه/٤٤) ومن لم يثبت ذلك يحمله على الرجاء ويصرفه للمخاطبين ، أي : اذهبا على رجائكما.
الثالث : الاستفهام ، أثبته الكوفيون؛ ولهذا عُلِّقَ بها الفعل في نحو :
__________________
١ ـ أعيان الشيعة : ١/٢٩٦
٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٤٠/٤٢٩.