(لاتَدْري لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذلك أمراً) (الطلاق /١).
قال الزمخشري : وقد أشربها معنى «ليت» مَن قرأ : (فَأطّلِعَ) (غافر/٣٧) انتهى.
ويقترن خبرها بـ «أنْ» كثيراً حملاً على «عسى» كقول متمم بن نويرة :
٢٢٠ ـ لعلّك يوماً أنْ تُلِمَّ مُلِمّةٌ |
|
عليك مِن اللائي يَدَعْنك أجدَعا (١) |
وبحرف التنفيس قليلاً كقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لعلكم ستَفْتَحون بعدي مدائن عِظاماً وتَتّخِذون في أسواقها مجالسَ» (٢).
وخرّج بعضهم نصب (فَأطّلِع) (غافر /٣٧) على تقدير «أن» مع «أبْلُغ» كما خفض المعطوف من بيت زهير :
٢٢١ ـ بدالي ، أنَّي لستُ مدركَ ما مضى |
|
ولا سابق شيئاً ، إذا كان جائياً (٣) |
على تقدير الباء مع «مدرك». ويحتمل أنه عطف على «الأسباب» على حد قول ميسون :
٢٢٢ ـ ولبسُ عَباءَة وتَقَرَّ عيني |
|
أحَبُّ إليّ مِن لبس الشُفوف (٤) |
ومع هذين الاحتمالين فيندفع القول : بأن في قراءة النصب حجة على جواز النصب في جواب الترجي حملاً له على التمني.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٦٧.
٢ ـ تتمّته : «فإذا كان ذلك فرُدّوا السلام غُضّوا من أبصاركم واهْدُوا الأعمى وأعينوا المظلوم».
كنز العمال : ٩/ ح ٢٥٣٧٣.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/٢٨٢.
٤ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٦٥٣.