٢٣٠ ـ فإنْ كُنتُ مأكولاًفكنْ خيرَ آكل |
|
وإلاّ فأدركني ولمّا اُمزَّقِ (١) |
ومنفي «لم» يحتمل الاتصال ، نحو قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «لم يَخلُقِ الله سبحانه الخلقَ لوَحشته ولم يَستَعملْهم لمنفعته» (٢) ، والانقطاعَ مثل قوله تعالى : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (الإنسان/١) ولهذا جاز : «لم يكن ثم كان» ولم يجز : «لما يكن ثم كان» بل يقال : «لما يكن وقد يكون».
ولامتداد النفي بعد «لما» لم يجز اقترانها بحرف التعقيب ، بخلاف «لم» تقول : «قمت فلم تقم» ؛ لأن معناه : وما قمت عقيب قيامي ، ولايجوز «قمت فلما تقم» ؛ لأن معناه : وما قمت إلى الآن.
الثالث : أن منفي «لما» لا يكون إلاّ قريباً من الحال ، ولا يشترط ذلك في منفي «لَمْ» تقول : لم يكن زيد في العام الماضي مقيماً ، ولا يجوز «لما يكن». وقال ابن مالك : لايشترط كون منفي «لما» قريباً من الحال ، مثل : «عصى إبليسُ ربّه ولمّا يندمْ» بل ذلك غالب لا لازم.
الرابع : أن منفىّ «لمّا» مُتوقّع ثبوتُه ، بخلاف منفي «لم» ألا ترى أن معنى (بَلْ لَمّا يَذُوقوا عَذاب) (ص /٨) أنهم لم يذوقوه إلى الآن وأن ذوقهم له متوقع ، ولهذا أجازوا : «لم يقض مالا يكون» ومَنَعُوه في «لما».
وهذا الفرق بالنسبة إلى المستقبل ، فأما بالنسبة إلى الماضي فهما سيّان في نفي المتوقع وغيره ، ومثالُ المتوقع أن تقول : «مالي قمتُ ولم تقم ، أو ولما تقم» ، ومثال غير المتوقع أن تقول ابتداء : «لم تقم ، أو لما تقم».
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٦٨٠.
٢ ـ غرر الحكم : ٢/٦٠١.