الكميت :
٢٥٦ ـ فتلك ولاة السّوء قدْ طالَ مكثُهم |
|
فحتّام حتّام العناءُ المُطوّلُ؟ (١) |
وربما تبعت الفتحةُ الألف في الحذف ، وهو مخصوص بالشعر ، كقوله (٢) :
٢٥٧ ـ يا أبا الأسود لِمْ خلّفْتَني |
|
لِهُموم طارقات وذِكَرْ |
وعلة حذف الألف ، الفرق بين الاستفهام والخبر؛ فلهذا حذفت في نحو : (فَناظِرةٌ بِمَ يَرجعُ المُرْسَلونَ) (النمل/٣٥) (لِمَ تَقُولُونَ مالا تَفْعَلُونَ) (الصف /٢) وثبتت في نحو (يؤمِنُونَ بما اُنزِلَ إليك) (البقرة/٤) (ما مَنَعَك أن تسجُدَ لِما خلقتُ بِيَدَيّ) (ص /٧٥) وكما لاتحذف الألف في الخبر لاتثبت في الاستفهام ، وأمّا قراءة عكرمة وعيسى : (عَمّا يَتَساءلُونَ) (النبأ /١) فنادر.
وإذا ركبت «ما» الاستفهامية مع «ذا» لم تحذف ألفها ، نحو : «لما ذا جئت؛ لأن ألفها قد صارت حشواً.
فصل في (ماذا)
اعلم أنها تأتي في العربية على أوجه :
منها : أن تكون «ما» استفهامية و «ذا» إشارة ، نحو : «ما ذا التّواني؟» ، و :
٢٥٨ ـ ماذاالوقوف على ناروقد خَمَدَتْ |
|
يا طالَما اُوقدَت في الحرب نِيرانُ (٣) |
ومنها : ان تكون «ما» استفهامية و «ذا» موصولة كقول لبيد :
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٠٩.
٢ ـ قال البغدادي : لم يعرف قائله. شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٢٠.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧١١. لم يسمّ قائله.