حال معمول لمحذوف دل عليه المعنى ، أي : لعنهم الله ، فأخروا «قليلاً إيمانهم» ، أجازه ابن الحاجب ، ورجح معناه على غيره.
وقوله تعالى : (ألَمْ تَعْلَموا أنَّ أباكُمْ قَدْ أخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثقاً مِنَ الله وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ في يُوسُفَ) (يوسف /٨٠) «ما» إما زائدة ، فـ «من» متعلقة بـ «فَرّطْتُمْ» وإما مصدرية فقيل : موضعها هي وصلتها رفع بالابتداء ، وخبره «مِنْ قَبْل». وردّ بأن الغايات لا تقع أخباراً ولا صلات ولا صفات ولا أحوالاً ، نص على ذلك سيبويه وجماعة من المحققين. ويشكل عليهم (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الّذينَ مِنْ قَبلُ) (الروم/٤٢) وقيل : نصب عطفاً على «أن» وصلتها ، أي : ألم تعلموا أخذ أبيكم الموثق وتفريطكم ، ويلزم على هذا الإعراب ، الفصل بين العاطف والمعطوف بالظرف وهو ممتنع ، فإن قيل : قد جاء (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أيْديهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً) (يس /٩) قلنا : ليس هذا من ذلك كما توهم ابن مالك ، بل المعطوف شيئان على شيئين.
(متى)
على خمسة أوجه :
اسم استفهام ، نحو قوله تعالى : (مَتى نَصْرُ الله) (البقرة/٢١٤).
واسم شرط ، كقول سُحيم بن وَثيل الرّياحي :
٢٧٥ ـ أنا ابنُ جلا وطلاّعُ الثنايا |
|
مَتى أضع العِمامةَ تَعْرِفُوني (١) |
وقال الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : «اللّهمّ ومتى وَقَفْنا بين نَقصين في
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٥٩.