السابع : مرادفة الباء ، نحو : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرف خَفِيّ) (الشورى /٤٥)قاله يونس. والظاهر أنها للابتداء.
الثامن : مرادفة «في» ، نحو : (أرُوني ما ذا خَلَقُوا مِنَ الأرضِ) (فاطر/٤٠) (إذا نودِيَ لِلصّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعة) (الجمعة /٩) والظاهر أنها في الاُولى لبيان الجنس مثلها في (ما نَنْسَخْ مِنْ آية) (البقرة /١٠٦).
التاسع : موافقة «عند» ، نحو : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أموالُهُم وَلا أولادُهُم مِنَ الله شَيئاً) (آل عمران /١٠) قاله أبو عبيدة. وقد مضى القول بأنها في ذلك للبدل.
العاشر : مرادفة «ربما» وذلك إذا اتصلت بـ «ما» كقول أبي حية النميري :
٢٩٠ ـ وإنّا لممّا نَضربُ الكَبشَ ضَربةً |
|
على رأسه تُلقي اللسانَ من الفَم (١) |
قاله السيرا في وابن خروف وابن طاهر والأعلم ، والظاهر أن «مِنْ» فيها ابتدائية و «ما» مصدرية ، وأنهم جُعلوا كأنهم خلقوا من الضرب ، مثل : (خُلِقَ الإنسانُ مِنْ عَجَل) (الإنبياء /٣٧).
الحادي عشر : مرادفه «على» ، نحو : (وَنَصَرناهُ مِنَ القَومِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) (الأنبياء/٧٧). وقيل : على التضمين ، أي : منعناه منهم بالنّصرِ.
الثاني عشر : الفصل ، وهي الداخلة على ثاني المتضادين ، نحو : (وَالله يَعْلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ) (البقرة/٢٢٠) (حَتى يَميزَ الخَبِيثَ مِنَ الطّيِّبِ) (آل عمران /١٧٩) قاله ابن مالك ، وفيه نظر؛ لأن الفصل مستفاد من العامل ، فإن «مازَ» و «ميّز» بمعنى «فصلَ» والعلم صفة توجب التمييز ، والظاهر أن «من» في الآيتين للابتداء ، أو بمعنى «عن».
__________________
١ ـ تقدم برقم ٢٦٩.