الثالث عشر : الغاية ، قال سيبويه : وتقول رأيته من ذلك الموضع فجعلته غاية لرؤيتك ، أي : محلاً للابتداء والانتهاء ، قال : وكذا «أخذته من زيد» وزعم ابن مالك أنها في هذه للمجاوزة ، والظاهر أنها للابتداء؛ لأن الأخذ ابتدأ من عنده وانتهى إليك.
الرابع عشر : التنصيص على العموم ، وهي الزائدة في نحو «ما جاءني منْ رجُل» فإنه قبل دخولها يحتمل نفي الجنس ونفي الوحدة ولهذا يصح أن يقال : «بل رجلان» ويمتنع ذلك بعد دخول «من».
الخامس عشر : توكيد العموم ، وهي الزائدة في نحو قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «فَوَ الّذي وَسِعَ سمعُه الأصواتَ ما من أحد أودع قلباً سروراً إلاّ وخلق الله له من ذلك السرور لطفاً» (١) وقولك : «ما جاءني من أحد أو من ديّار» فإن «أحداً ودياراً» صيغتا عموم.
وشرط زيادتها في النوعين ثلاثة اُمور :
أحدها : تقدم نفي أو نهي أو استفهام بـ «هل» ، نحو : (ما تَرى في خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُت) (الملك /٣) (فَارْجع البَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُور) (الملك /٣) وتقول : «لايقُم من أحد» وزاد الفارسي الشّرط كقول زهير بن أبي سلمى :
٢٩١ ـ ومهماتكنْ عندَ امرئ منْ خليقة |
|
وإنْ خالَها تَخْفى على الناسِ تُعلَم (٢) |
والثاني : تنكير مجرورها.
والثالث : كونه فاعلاً ، أو مفعولاً به ، أو مبتدأ.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ح ٢٤٩ / ١٢٠٠.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/ ٧٤٣.