وأما المضارع فإن كان حالاً لم يؤكد بهما ، وإن كان مستقبلاً اُكّد بهما وجوباً في نحو قوله تعالى : (وتالله لأكِيدَنَّ أصنامَكُمْ) (الأنبياء/٥٧) وقريباً من الوجوب بعد «إما» (وإمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْم) (الأنفال /٥٨) وجوازاً كثيراً بعد الطلب ، نحو قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الله غافِلاً) (ابراهيم /٤٢) وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «لاتظنّنّ بكلمة خَرَجَتْ مِنْ أحد سوءً وَأنت تجد لها في الخير مُحْتَملاً» (١) وقليلاً في مواضع كقولهم :
٢٩٧ ـ |
وَمِن عِضَة ما يَنْبُتَنَّ شكيرُها (٢) |
|
الثاني : التنوين ، وهو نون زائدة ساكنة تلحق الآخر لغير توكيد ؛ فخرج نون «حسن» ؛ لأنها أصل ، ونون «ضيْفن» للطفيليّ؛ لأنها متحركة ، ونون «منكسر» و «انكسر» ؛ لأنها غير آخر ، ونو (لَنَسفَعاً) (العلق /١٥) لأنها للتوكيد.
وأقسامه خمسة :
تنوين التمكين : وهو اللاحق للاسم المعرب المنصرف إعلاماً ببقائه على أصله ، وأنه لم يشبه الحرفَ فيبنى ، ولا الفعلَ فيمنع الصرف ، ويسمى تنوين الأمكنية أيضاً وتنوين الصرف ، وذلك كـ «زيد ورجُل ورجال».
وتنوين التنكير : وهو اللاحق لبعض الأسماء المبنية فرقاً بين معرفتها ونكرتها ، ويقع في باب اسم الفعل بالسماع كـ «صه ومَه وإيه» ، وفي العَلم المختوم بـ «ويه» بقياس ، نحو : «جاءني سيبويه وسيبويه آخر».
وأما تنوين «رجل» ونحوه من المعربات فتنوين تمكين ، لاتنوين تنكير ،
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ح ٣٥٢/ ١٢٥٤.
٢ ـ هذا مثلٌ وكان أصله مصراعاً ثانياً من بيت ، والمصراع الأوّل : «إذا ماتَ مِنهُم ميّتٌ سَرَقَ ابنُهُ». شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/٤٤ ، شرح شواهد المغني : ٢/٧٦١. ولم يسمّ قائل البيت.