كما قد يتوهم بعض الطلبة ، ولهذا لو سميت به رجلاً بقي ذلك التنوين بعينه مع زوال التنكير.
وتنوين المقابلة : وهو اللاحق لنحو : «مسلمات» ، جُعِلَ في مقابلة النون في «مسلمين».
وتنوين العوض : وهو اللاحق عوضاً من حرف أصلي ، أو زائد ، أو مضاف إليه مفرداً ، أو جملة.
فالأول : كـ «جوار وغواش» ؛ فإنه عوض من الياء وفاقاً لسيبويه والجمهور ، لاعوض من ضمة الياء وفتحتها النائبة عن الكسرة خلافاً للمبرد؛ إذ لو صح لعُوِّض عن حركات نحو : «حُبلى» ولا هو تنوين التمكين والاسمُ منصرف خلافاً للأخفش ، وقوله : لما حذفت الياء التحق الجمع بأوزان الآحاد كـ «سلام وكلام» فصرف ، مردود؛ لأن حذفها عارض للتخفيف وهي منوية؛ بدليل أن الحرف الذي بقي أخيراً لم يحرك بحسب العوامل.
الثاني : كـ «جَنَدِل» ؛ فإن تنوينه عوض من ألف «جَنادِل» قاله ابن مالك. والذي يظهر ، خلافه ، وأنه تنوين الصرف ، ولهذا يجر بالكسرة ، وليس ذهاب الألف التي هي علم الجمعية كذهاب الياء من نحو : «جوار وغواش».
الثالث : تنوين «كُلّ وبعض» إذا قُطِعتا عن الإضافة ، نحو قوله تعالى : (وَكُلاًّ ضَرَبنا لَهُ الأمثالَ) (الفرقان/٣٩) وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «ودَكَّ بعضُها بعضاً مِن هَيْبَةِ جَلالته ومَخوف سَطْوَته» (١) وقيل : هوتنوين التمكين ، رجع؛ لزوال الإضافة التي كانت تعارضه.
الرابع : اللاحق لـ «إذ» في نحو : (وانشَقّتِ السّماء فَهِيَ يَؤمَئذ واهِيَةٌ) (الحاقة /١٦) والأصل : فهي يومَ إذ انشقت واهية ، ثم حذفت الجملة المضاف إليها
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ١٠٨/٣٣٤.