للعلم بها ، وجي بالتنوين عوضاً عنها ، وكسرت الذال للساكنين. وقال الأخفش : التنوين تنوين التمكين ، والكسرة إعراب المضاف إليه.
وتنوين الترنم : وهو اللاحق للقوافي المطلقة بدلاً من حرف الإطلاق ، وهو الألف والواو والياء ، وذلك في إنشاد بني تميم ، وظاهر قولهم : إنه تنوينٌ مُحصّل للترنم. وقد صرح بذلك ابن يعيش ، والذي صرح به سيبويه وغيره من المحققين أنه جيء به لقطع الترنم ، وأن الترنم وهو التَّغنّي يحصل بأحرف الإطلاق ؛ لقبولها لمد الصوت فيها ، فإذا أنشدوا ولم يترنموا جاؤوا بالنون في مكانها. ولايختص هذا التنوين بالاسم بدليل قول جرير :
٢٩٨ ـ أقلّى اللوم عاذل والعتابا |
|
وقولي إن أصبت لقد أصابا (١) |
وزاد الأخفش والعرضيون تنويناً سادساً ، وسموه الغالي ، وهو اللاحق لآخر القوافي المقيدة ، كقول رؤبة :
٢٩٩ ـ وقاتِمِ الأعماقِ خاوِي الُمختَرَقنْ |
|
مشتَبَهِ الأعلامِ لَمّاعِ الخفق (٢) |
وسمي غالياً ؛ لتجاوزه حدّ الوزن ، ويسمّى الأخفش الحركة التي قبله غلواً وفائدته الفرق بين الوقف والوصل وجعله ابن يعيش من نوع تنوين الترنم زاعماً أن الترنم يحصل بالنون نفسها؛ لأنها حرف أغن. قال : وإنما سمي المغنّي مغنياً ؛ لأنه يغنّن صوته ، أي : يجعل فيه غنّة ، والأصل عنده مغنّن بثلاث نونات فاُبدلت الأخيرة ياء تخفيفاً ، وأنكر الزجاج والسيرافي ثبوت هذا التنوين البتة؛ لأنه يكسر الوزن ، وقالا : لعل الشاعر كان يزيد «ان» في آخر كل بيت ، فضعف صوته بالهمزة ، فتوهم السامع أن النون تنوين واختار هذا القول ابن مالك. وزعم أبوالحجاج بن معزوز أن ظاهر كلام سيبويه في المسمى تنوين
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٦٣.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/٤٧.