(إلاّ)
على أربعة أوجه :
أحدها : أن تكون للاستثناء ، نحو قوله تعالى : (فَشَربُوا مِنْهُ إلاّ قَلِيلاً مِنْهُمْ) (البقرة /٢٤٩) وقول الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : «وتقيهم طوارق الليل والنهار إلاّ طارقاً يطرق بخير» (١) وانتصاب ما بعدها في المثالين ونحوهما بها على الصحيح ونحو : (ما فَعَلُوهُ إلاّ قَليلٌ مِنْهُمْ) (النساء /٦٦) وارتفاع ما بعدها في هذه الآية ونحوها على أنّه بدل بعض مِن كل عند البصريين ، وعلى أنّه معطوف على المستثنى منه و «إلاّ» حرف عطف عند الكوفيّين ، وهي عندهم بمنزلة «لا» العاطفة في أنّ ما بعدها مخالفٌ لما قبلها ، لكن ذاك منفي بعد إيجاب وهذا موجبٌ بعد نفي.
الثاني : أن تكون بمنزلة «غير» فيوصف بها وبتاليها جمعٌ منكر أو شبهه.
فمثال الجمع المنكر : (لَوْ كانَ فِيهما آلِهَةٌ إلاّ الله لَفَسَدَتا) (الأنبياء /٢٢).
فلايجوز في «إلاّ» هذه أن تكون للاستثناء من جهة المعنى ، إذ التقدير حينئذ : لو كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا ، وذلك يقتضي بمفهومه أنه لو كان فيهما آلهة فيهم الله لم تفسدا ، وليس ذلك المراد ، ولا مِن جهة اللفظ ؛ لأنّ «آلهة» جمع منكر في الإثبات فلا عموم له ، فلايصح الاستثناء منه ، فلو قلت : «قام رجال إلاّ زيداً» لم يصحّ اتفاقاً.
ولمّا لم يجز ذلك ، دلّ على أنّ الصّواب كون «إلاّ» وما بعدها صفة.
ومثال المعرف الشبيه بالمنكر : قول ذي الرّمة :
__________________
١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الرابع في الصلاة على أتباع الرسل ومصدقيهم : ٦٢.