«درهم غير جيّد» قاله جماعات.
وقد يقال : إنه مخالف لقولهم في (لَوْكانَ فِيهما آلهةٌ إلاّ الله لَفَسَدَتا) (الأنبياء/٢٢).
وشرط ابن الحاجب في وقوع «إلاّ» صفة ، تعذر الاستثناء ، وجعل من الشاذّ قوله (١) :
٢٧ ـ وكلّ أخ مفارقُه أخوه |
|
لعمر أبيك إلاّ الفرقدان |
الثالث : أن تكون عاطفة بمنزلة الواو في التشريك في اللفظ والمعنى ، ذكره الأخفش والفراء وأبو عبيدة. وجعلوا منه قوله تعالى : (لايخافُ لَدَىَّ المُرسَلُونَ إلاّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسناً بَعْدَ سُوء) (النمل /١٠ و ١١) أي : ولا من ظلم ، وتأوّله الجمهور على الاستثناء المنقطع.
الرابع : أن تكون زائدة ، قاله الأصمعي وابن جنّي ، وحمل عليه ابن مالك قول الشاعر (٢) :
٢٨ ـ أرى الدهر إلاّ منجنوناً بأهله |
|
وما صاحب الحاجات إلاّ مُعذَّبا |
وإنّما المحفوظ «وما الدّهر» ثم إن ثبتتْ روايته فتتخرّج على أنّ «أرى» جواب لِقسم مقدّر ، وحذفت «لا» كحذفها في (تَالله تَفْتَؤا) (يوسف /٨٥) ودلّ على ذلك الاستثناء المفرغ.
__________________
١ ـ تقدم برقم ٢٦.
٢ ـ نُسب إلى بعض بني سعد. شرح شواهد المغني : ١ / ٢١٩.