وخُرّجت على تضمين «تهوى» معنى «تميل» أو أنّ الأصل «تهوي» بالكسر ، فقلبت الكسرة فتحة والياء ألفاً كما يقال في «رَضِيَ» : «رَضا» قاله ابن مالك.
وفيه نظر؛ لأنّ شرط هذه اللغة تحرّك الياء في الأصل.
تنبيه
مذهب البصريين أنّ أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس ، كما أنّ أحرف الجزم والنصب كذلك.
وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤوّل تأويلاً يقبله اللفظ ، كما قيل في (ولاُصَلّبَنّكُمْ في جُذُوع النَّخلِ) (طه /٧١) : إنّ «في» ليست بمعنى «على» ولكن شبّه المصلوب لتمكّنه من الجذع بالحالّ في الشيء ، وإما على تضمين معنى فعل يتعدى بذلك الحرف ، كما ضمن بعضهم «تهوى» في الآية معنى «تميل» وإما على شذوذ إنابة كلمة عن اُخرى ، وهذا الأخير هو محمل الباب كلّه عندالكوفيين وبعض المتأخرين ، ولايجعلون ذلك شاذاً ، ومذهبهم أقلّ تعسّفاً.
(أم)
على أربعة أوجه :
أحدها : أن تكون متصلة وهي منحصرة في نوعين ، وذلك لأنها إما أن تتقدم عليها همزة التسوية ، نحو : (سواء عَلينا أجزِعْنا أم صَبَرْنا) (إبراهيم /٢١).
أو تتقدم عليها همزة يطلب بها وبـ «أم» التعيين ، نحو البيت المنسوب إلى الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) :