٣٢ ـ فزادي قليل لا أراه مُبلغي |
|
أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي (١) |
وإنّما سمّيت في النوعين متصلة ، لأنّ ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر ، وتسمىّ أيضاً معادِلة؛ لمعادلتها للهمزة في إفادة التسوية في النوع الأوّل والاستفهام في النوع الثاني.
ويفترق النوعان من أربعة أوجه :
أولها وثانيها : أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جواباً؛ لأن المعنى معها ليس على الاستفهام ، وأن الكلام معها قابل للتصديق والتكذيب؛ لأنه خبر ، وليست تلك كذلك؛ لأن الاستفهام معها على حقيقته (٢).
الثالث والرابع : أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين ، ولاتكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين كما تقدم ، و «أم» الاُخرى تقع بين المفردين ، وذلك هو الغالب فيها ، نحو : (أأنتم أشَدُّ خَلْقاً أمِ السَماء) (النازعات /٢٧) وبين جملتين ليستافي تأويل المفردين ، نحو : (أأنْتُم تَخلُقونَهُ أم نَحنُ الخالِقُونَ) (الواقعة /٥٩).
مسائل
الاُولى : أنّ «أم» المتصلة التي تستحق الجواب إنّما تجاب بالتعيين ؛
__________________
١ ـ الصحيفة السجادية الجامعة : ٧٨٦.
٢ ـ المراد بالاستفهام على حقيقته هنا ما يحتاج إلى جواب سواء كان حقيقياً أم مجازياً ؛ لاستشهادهم بقوله تعالى : «أأنتم أشدّ خلقاً أم السماء» (النازعات / ٢٧) وليس الانكار ، بمراد لما سيأتي من اختصاص الهمزة التي للإنكار بالمنقطعة.
ومن قولنا : «ما يحتاج إلى جواب» يعرف الوجه في التعبير بالاستفهام على حقيقته.