(البقرة /١٣٣) : يجوز كون «أم» متصلة ، على أن الخطاب لليهود ، وحذف معادلها ، أي : أتدّعونَ على الأنبياء اليهوديّة أم كنتم شهداء؟.
الوجه الثّاني : أن تكون منقطعة ، وهي ثلاثة أنواع :
مسبوقة بالخبر المحض ، نحو : (تَنْزيلُ الكتابِ لا رَيبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العالَمينَ أم يَقُولُونَ افتراهُ) (السجدة /٢ و ٣).
ومسبوقة بهمزة لغير استفهام ، نحو : (ألهُمْ أرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أمْ لَهُمْ أيد يَبْطِشُونَ بِها) (الأعراف /١٩٥) ؛ إذالهمزة في ذلك للإنكار ، فهي بمنزلة النفي ، والمتصلة لاتقع بعده.
ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة ، نحو قوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوي الأعمى وَالبَصِيرُ أمْ هَل تَسْتَوي الظلُماتُ والنُور) (الرعد /١٦) وقول الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : «وهل ينجيني منك اعترافي لك بقبيح ما ارتكبت؟ أم أوجبت لي في مقامي هذا سخطك؟» (١).
ومعنى «أم» المنقطعة الذي لا يفارقها : الإضرابُ ، ثمّ تارة له مجرداً ، وتارة تتضمن مع ذلك استفهاماً إنكارياً ، أو استفهاماً طلبياً.
فمن الأول : (هَلْ يَسْتَوي الأعمى والبَصيرُ أمْ هَلْ تَسْتَوي الظلُماتُ والنُورُ أمْ جَعلَوا لِلّهِ شُرَكاء) (الرعد /١٦). أما الاُولى : فلأنّ الاستفهام لايدخل على الاستفهام. وأما الثانية : فلأن المعنى على الإخبار عنهم باعتقاد الشركاء.
ومن الثاني : (أمْ لَهُ البَناتُ وَلَكُمُ البَنُونَ) (الطور /٣٩) تقديره : بل أله البنات ولكم البنون؟ ، إذ لو قدرت للإضراب المحض لزم الُمحال.
__________________
١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الثاني عشر : ٩٦.