ومن الثالث قولهم : «إنها لإبل أم شاء؟» التقدير : بل أهي شاء؟
وقيل : إنها قد تأتي بمعنى الاستفهام المجرد ، نحو : (أمْ تُرِيدُونَ أنْ تَسْألُوا رَسُولَكُمْ) (البقرة /١٠٨).
ولاتدخل «أم» المنقطعة على مفرد ، ولهذا قدّروا المبتدأ في «إنها لإبل أم شاء».
وخرق ابن مالك في بعض كتبه إجماع النحويين ، فقال : لا حاجة إلى تقدير مبتدأ ، وزعم أنها تعطف المفردات كـ «بَلْ» وقدرها هنا بـ «بل» دون الهمزة ، واستدل بقول بعضهم : «إنّ هناك لإبلاً أم شاء» بالنصب. فإن صحت روايته فالأولى أن يقدّر لـ «شاء» ناصب ، أي : أم أرى شاء.
تنبيه
قد ترد «أم» محتملة للاتصال والانقطاع ، فمن ذلك قوله تعالى : (قُل أتّخذْتُمْ عِنْدالله عَهْداً فَلَنْ يُخلِفَ الله عَهْدَهُ أمْ تَقُولُونَ عَلَى الله ما لا تَعْلَمُونَ) (البقرة /٨٠).
قال الزمخشري : يجوز في «أم» أن تكون معادلة بمعنى أيّ الأمرين كائن ، على سبيل التقرير؛ لحصول العلم بكون أحدهما ، ويجوز أن تكون منقطعة.
الثالث : أن تقع زائدة ، ذكره أبو زيد ، وقال في قوله تعالى : (أفَلا تُبْصِرُونَ أمْ أنَا خَيرٌ) (الزخرف /٥١ و ٥٢) : إن التقدير : أفلا تبصرون أنا خير.
والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جؤيَّة :