بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمدالله على إفضاله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وآله ، فإن أولى ما تقترحه القرائح ، وأعلى ما تجنح إلى تحصيله الجوانح ، ما يتيسر به فهم كتاب الله المنزل ، ويتضح به معنى حديث نبيّه المرسل والأئمة الاثني عشر ، فإنهما الوسيلة إلى السعادة الأبدية ، والذريعة إلى تحصيل المصالح الدينية والدنيوية ، وأصل ذلك علم الإعراب الهادي إلى صوب الصواب.
ومن أجلّ ما صنّف فيه قدراً وأحسنه وقعاً وأعمه نفعاً ، كتاب «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» الذي تشدّ الرحال فيما دونه وتقف عنده فحول الرجال ولايعدونه ، لكنه مع ذلك كله لايخلو من تطويل يوجب الملال وتكرار يعقب السآم وإيراد أشعار ينافيها العفاف ، وقد منّ الله تعالى علينا بتلخيصه وتهذيبه وتزيينه ببعض الشواهد الروائية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الهداة (عليهم السلام) ، والأمثلة الشعرية في مدحهم ورثائهم ، فسمّيناه بـ «مغني الأديب» وهو منحصر في ثمانية أبواب :
الباب الأول : في تفسير المفردات وذكر أحكامها.