التفصيل السابق؛ فإن كل واحد مما قبل «أو» التفصيلية وما بعدها بعض لما تقدم عليهما من المجمل.
تنبيه
التحقيق : أن «أو» موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء ، وهو الذي يقوله المتقدمون ، وقد تخرج إلى معنى «بل» وإلى معنى الواو ، وأما بقية المعاني فمستفادة من غيرها ، ومن العجب أنهم ذكروا أن من معاني صيغة «إفْعَلْ» التخيير والإباحة ، ومثّلوا بنحو : «خذ من مالي درهماً أو ديناراً» و «جالس الحسن أو ابن سيرين» ثم ذكروا أن «أو» تفيدهما ، ومثلوا بالمثالين المذكورين لذلك ، ومن البين فساد المعنى العاشر ، و «أو» فيه إنما هي للشك على زعمهم ، وإنما استفيد معنى التقريب من إثبات اشتباه السلام بالتوديع؛ إذ حصول ذلك ـ مع تباعد ما بين الوقتين ـ ممتنع أو مستبعد. وينبغي لمن قال : إنها تأتي للشرطية ، أن يقول : «وللعطف» لأنه قدر مكانها «وإن». والحق أن الفعل الذي قبلها دال على معنى حرف الشرط كما قدّره هذا القائل وأن «أو» على بابها ، ولكنها لمّا عطفت على ما فيه معنى الشرط دخل المعطوف في معنى الشرط.
(أي)
على وجهين :
حرف لنداء البعيد أو القريب أوالمتوسط على خلاف في ذلك ، قال الإمام علي ابن الحسين (عليهما السلام) : «وبكرمك ، أي ربّ أستفتح دعائي» (١) وقد تمدّ همزتها.
__________________
١ ـ المصباح : ٥٩٧.