ولو قال : «نعم» لم تلزمه وقال آخرون : تلزمه فيهما ، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة.
(بَيْدَ)
ويقال : «مَيدَ» بالميم وهو اسم ملازم لِلإضافة إلى «أن» وصلتها ، وله معنيان :
أحدهما : «غير» إلاّ أنّه لايقع مرفوعاً ولا مجروراً ، بل منصوباً ولايقع صفة ولا استثناء متّصلاً ، وإنما يستثنى به في الانقطاع خاصّة ، ومنه الحديث النبوىّ : «نحن الآخرون ونحن السابقون يومَ القيامة بيد أنّ كلّ اُمّة اُوتيت الكتاب من قبلنا» (١).
الثاني : أن تكون بمعنى «من أجل» ومنه الحديث النبويّ : «أنا أفصح من نطق بالضادّ بيدَ أنّي من قريش واستُرضعتُ من بني سعدبن بكر» (٢) وقال ابن مالك وغيره : إنّها هنا بمعنى «غير» على حدّ قول النابغة الذبياني :
٨٤ ـ ولاعَيبَ فيهم غيرَ أنّ سيوفهم |
|
بهنَّ فُلُول من قِراع الكَتائب (٣) |
__________________
١ ـ مسند أحمد : ٢/٢٤٩.
٢ ـ مناهل الصفا : ١٢.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٤٩.