وقد اتّسع الخرق على الراقع فأدّى الخلاف والإختلاف إلى المواجهة والقتال ، وشهروا السيوف في وجوه بعضهم بعضاً ، وسفكت فيها الدماء . فكانت الحروب الثلاث الضارية ، وهي النتيجة الطبيعية للإختلاف فيما بينهم وكان ذلك من أعلام النبوة فقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ١ .
فكان كما أخبر صلىاللهعليهوآله ، فقد قادت عائشة جيشاً جرّاراً لحرب علي ، وكان معها طلحة والزّبير ، فكانت حرب الجمل ، وإنّما سمّيت بهذا الاسم لأنّ عائشة كانت تركب جملاً وهي تقود أبناءها وقاد معاوية جيشاً آخر ، فكانت حرب صّفين .
وخُدع بعض من كان مع علي (عليه السّلام) ، فكانت حرب النّهروان .
ولا تسأل عمّا حدث بعد ذلك وإلى ماذا آلت إليه الأمور فكم حرمة هتكت وكم دماء سفكت .
ونكتفي بعرض هذه الصّور والنّماذج القليلة من تاريخ الصّحابة في النّصف الأوّل من القرن الأوّل ، وإنّما عرضناها
__________________
١) المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ـ كتاب معرفة الصحابة ـ ص ١٣٩ ، دار الفكر ـ بيروت .