فقالوا : أعن أهل العقيق سألتنا ، |
|
ألي الخيل والأنعام والمجلس الفخم؟ |
فقلت : بلى! إن الفؤاد يهيجه |
|
تذكّر أوطان الأحبة والخدم |
ففاضت لما قالوا من العين عبرة ، |
|
ومن مثل ما قالوا جرى دمع ذي الحلم |
فظلت كأني شارب بمدامة |
|
عقار تمشّى في المفاصل واللحم |
وقال عوف بن عبد الله النصري الجذمي من بني جذيمة بن مالك بن قعين :
وخذّل قومي حضرميّ بن عامر |
|
وأمر الذي أسدى إليه الرغائبا |
نهارا وإدلاج الظلام كأنه |
|
أبو مدلج حتى يحلّوا المناقبا |
وقال أبو جندب الهذلي أخو أبي خراش :
أقول لأمّ زنباع : أقيمي |
|
صدور العيس شطر بني تميم |
وغرّبت الدعاء وأين مني |
|
أناس بين مرّ وذي يدوم |
وحيّ بالمناقب قد حموها |
|
لدى قرّان حتى بطن ضيم |
مَنَاةُ : لم أقف على أحد يقول في اشتقاقه ، وأنا أقول فيه ما يسنح لي فإن وافق الصواب فهو بتوفيق الله وإلا فالمجتهد مصيب ، فلعله يكون من المنا وهو القدر وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل ، قال : ومناه أي قدره :
ولا تقولن لشيء سوف أفعله |
|
حتى تبيّن ما يمني لك الماني |
أي ما يقدّر عليك ، فكما نسبوا الفعل إلى القدر نسبوه إليه وكأنهم أجروه مجرى ما يعقل ، ويجوز أن يكون من المنا وهو الموت كأنه لما نسب الموت إليه سمّي به ، ويجوز أن يكون من مناه الله بحبها أي ابتلاه كأنه أراد أنه المبتلي ، ويجوز أن يكون من منوت الرجل ومنيته إذا اختبرته أي أنه الخبير ، وألفه يجوز أن تكون منقلبة عن ياء كقولهم مناه يمنيه في قدّره يقدّره ، وأن تكون منقلبة عن واو كقولهم في تثنيته منوان : وهذا اسم صنم في جهة البحر مما يلي قديدا بالمشلّل على سبعة أميال من المدينة وكانت الأزد وغسان يهلّلون له ويحجون إليه ، وكان أول من نصبه عمرو بن لحيّ الخزاعي ، وقال ابن الكلبي : كانت مناة صخرة لهذيل بقديد ، وكأن التأنيث إنما جاء من كونه صخرة ، وإليه أضيف زيد مناة وعبد مناة ، وقال أبو المنذر هشام بن محمد : كان عمرو بن لحيّ واسم لحيّ ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وهو الذي قاتل جرهم حتى أخرجهم عن حرم مكة واستولى على مكة وأجلى جرهم عنها وتولى حجابة البيت بعدهم ، ثم إنه مرض مرضا شديدا فقيل له إن بالبلقاء من أرض الشام حمّة إن أتيتها برأت ، فأتاها فاستحمّ بها فبرأ ، ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال : ما هذه؟ فقالوا : نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدوّ ، فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة ، فلما صنع عمرو بن لحيّ ذلك دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها فكان أقدمها كلها مناة وقد كانت العرب تسمّي عبد مناة ، وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين المدينة ومكة وما قارب ذلك من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له ، وكان أولاد معدّ على بقية من دين إسماعيل ، وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه ،