«الجينوم البشري ... أو خريطة
الجينات الوراثية للإنسان»
مقدمة :
ظهرت في الثمانينات فكرة إعداد خريطة للجينات الوراثية للإنسان وذلك لمعرفة صفات الإنسان المرضية وتمكينه من الوقاية منها. بدأ تنفيذ المشروع في أوائل التسعينات وحددت له ١٥ سنة للانتهاء من جمعه واستكماله. ويهدف إلى اكتشاف ٨٠ إلى ١٠٠ ألف جين يعتقد أنها كل جينات الإنسان أو بصماته الوراثية. كما يهدف المشروع إلى اكتشاف كل الحلقات المتتابعة لمجموعات القواعد النيتروجينية (حوالي ال ٣ بلايين زوج) التي تشكل شريطي الحمض النووي المعروف بال «د. ن. أ» والذي يحدد بدوره الصفات الوراثية لكل كائن حي.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٤) [المؤمنون : الآيات ١٢ ، ١٣ ، ١٤).
أجمع علماء اللغة والتفسير على أن كلمة «سلالة» هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته. وهذه الكلمة التي تعني استخراج الشيء من الشيء أو الخلاصة المستلة من الشيء والتي أتى ذكرها قبل ذكر كلمة «النطفة» ، تدل فيما تدل على وجود مرحلة ما في الخلق تحدث قبل