«الفصل الثالث»
«في كيفيّة الصلاة»
«ويستحبّ» قبلَ الشروع في الصلاة «الأذان والإقامة» وإنّما جعلهما من الكيفيّة خلافاً للمشهور ـ من جعلهما من المقدّمات ـ نظراً إلى مقارنة الإقامة لها غالباً ، لبطلانها بالكلام ونحوه بينها وبين الصلاة ، وكونِها أحدَ الجزأين ، فكانا كالجزء المقارن ، كما دخلت النيّة فيها مع أنّها خارجةٌ عنها متقدّمةٌ عليها على التحقيق.
وكيفيّتهما «بأن ينويهما» أوّلاً لأنّهما عبادة ، فتفتقر في الثواب عليها (١) إلى النيّة ، إلّاما شذّ (٢) «ويُكبِّر أربعاً في أوّل الأذان ، ثم التشهّدان» بالتوحيد والرسالة «ثمّ الحيّعلات الثلاث ، ثم التكبير ، ثمّ التهليل ، مثنى *» مثنى ، فهذه
____________________
١) في (ف) و (ش) : عليهما.
٢) قال الفاضل الإصفهاني : استثناء من مقدّر ، أي لأن كلّ عبادة فهي مفتقرة في الثواب عليها إلى النيّة إلّاما شذّ ، وهو النظر في معرفة اللّٰه تعالى ، كما عرفت سالفاً ، فإنّ النيّة لا يمكن قبل المعرفة ، المناهج السويّة : ٧٨. وقال المحقّق الخوانساري : كالنيّة ، فإنّها عبادة لا تحتاج إلى النيّة ، وإلّا لتسلسل ، الحواشي : ٢٧١.
*) في (س) : مثنى مثنى.