الشهيد الأوّل
أبو عبد اللّٰه شمس الدين محمّد بن مكّي العاملي (١) ، المعروف بالشهيد ، والشهيد الأوّل (٢). ولد في جزين بجبل عامل في لبنان سنة ٧٣٤ ه (٣) ، في بيت علمٍ وتقوى ، وكان والده من علماء عصره.
قطع شوطاً علميّاً في بلده ، ورحل إلى كثير من معاهد العلم في الأقطار الإسلاميّة ، مثل : الحلّة ، وبغداد ، ودمشق ، ومكّة المكرّمة ، والمدينة المنوّرة ، وبيت المقدس ، والخليل ، ومصر ، والتقى علماءها ، إلّاأ نّه بقي في الحلّة أكثر من غيرها على ما يبدو؛ لأنّها كانت معهداً كبيراً للعلوم الإسلاميّة ، وخاصّة في المذهب الشيعي الإمامي ، وقد تخرّج فيها كبار فقهائهم ، مثل : ابن إدريس ، والمحقّق ، والعلّامة الحلّي وولده فخر الدين ، وغيرهم.
أدرك جماعة من تلامذة العلّامة الحلّي ، وكان أفضلهم ولده فخر الدين ـ فخر المحقّقين ـ فتربّى على يديه تربية علميّة وروحيّة عالية جدّاً ، وكانت للشهيد منزلة عظيمة عنده ، حتّى قال في إجازته له : «مولانا الإمام العلّامة
____________________
١) اختلفوا في نسبه ، فقيل : هو محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد ، كما جاء في إجازة شيخه فخر الدين الحلّي له. أو هو محمّد بن محمّد بن حامد بن مكّي ، كما جاء في إجازة الشهيد نفسه لابن الخازن الحائري ، أو محمّد بن محمّد بن حامد ، كما قال ولده ، يراجع البحار ١٠٧ : ١٧٨ ، ١٨٦ ، ١٩٣.
٢) للتمييز بينه وبين الشهيد الثاني ، وإذا اُطلق «الشهيد» فيراد به الشهيد الأوّل.
٣) هذا هو المشهور عند من ترجمه.