الصورة التاسعة : أن يؤدّي الاختلاف بينهم إلى ضرر عظيم (١) ، من غير تقييد بتلف المال (٢) ، فضلا عن خصوص الوقف.
______________________________________________________
والقواعد. ومن المعلوم ظهور «الأداء» في العلم والاطمئنان بترتب خراب الوقف على بقائه مع ما بين الموقوف عليهم من المنازعة ، فلا عبرة حينئذ بظنّ الأداء إليه واحتماله.
وهذا بخلاف من عبّر من الفقهاء ـ وهم الأكثر ـ بخوف الخراب أو خشيته أو «لا يؤمن ...» فإنّ «خوف الخراب» يشمل العلم والظن والاحتمال الموهوم ، إذ «الخوف» هو الحالة النفسانية الناشئة عن مجرد الاحتمال وإن كان موهوما جدّا.
الصورة التاسعة : اداء الخلف إلى ضرر عظيم
(١) هذه الصورة مذكورة في كلام ابن سعيد قدسسره ، لقوله : «أو يؤدي المنازعة فيه بين أربابه إلى ضرر عظيم» (١) ولعله متحد مع ما في تهذيب شيخ الطائفة من تجويز البيع «لو أدّى كونه وقفا إلى ضرر أو إلى إختلاف ، وهرج ومرج ، وخراب الوقف» (٢).
وكيف كان فتختلف هذه الصورة مع سابقيتها بأمرين :
الأول : عدم أخذ الخوف فيها ، بل المناط إفضاء بقاء الوقف إلى تلف الوقف أو تلف مال آخر أو فتنة عظيمة وفساد كبير مع أن عنوان الصورة السابعة والثامنة «خوف الخراب» كما تقدم.
الثاني : أخذ خوف خصوص الخراب فيهما ، بخلاف هذه ، إذ لا خصوصية لتلف الوقف هنا.
(٢) أي : تلف مال غير العين الموقوفة ، لما سيأتي في مكاتبة ابن مهزيار من
__________________
(١) نزهة الناظر ، ص ٧٤.
(٢) تهذيب الأحكام ، ج ٩ ، ص ١٣١.