ولا خفي ، لكن قالت القوابل : إنّه مبدأ خلق آدميّ ، وإنّه لو بقي لخلق (١) وتصوّر ـ «قال قوم : إنّها لا تصير أمّ ولد بذلك ، وقال بعضهم : تصير أمّ ولد. وهو مذهبنا» انتهى (١). ولا يخلو (٢) عن قوة ، لصدق الحمل.
وأمّا (٣) النطفة : فهي بمجرّدها لا عبرة بها ما لم تستقرّ في الرّحم ، لعدم
______________________________________________________
ورجّح الشيخ قدسسره صدق «أمّ الولد» في المسائل الأربع ، بناء على أن يكون الجسد الخالي من التخطيط هو الدم الجامد المتكوّن من النطفة ، وهو العلقة المبحوث عنها.
(١) كذا في نسخ الكتاب ، والأولى ما في المبسوط «لتخلّق».
(٢) أي : ما قاله البعض من صيرورتها أمّ ولد لا يخلو من قوة ، لصدق «الحمل» على ما يكون منشأ خلق الآدميّ.
(٣) هذا فرع ثالث من فروع المبحث الثالث ، وهو صدق الحمل بالنطفة قبل تبدل صورتها بالعلقة ، وعدمه ، فصّل المصنف قدسسره بين صورتين : إحداهما عدم استقرارها في الرّحم ، والثانية : استقرارها فيه.
والظاهر أنّ المراد بالاستقرار حصول اللقاح ، إذ لو استقرّت في الرحم ولم يطرء عليها عارض صلحت لأن تكون مبدأ نشوء آدمي ، وهي اولى مراحل تكوّن الجنين ، وانقلبت تدريجا إلى العلقة وما بعدها من المراحل.
والمراد بغير المستقرة خلافها أي ما لم يحصل اللقاح والعلوق ، أو حصل ، ولكن النطفة ـ لعدم سلامة الجهاز الجنسي وشبهه ـ لا تصلح لتكوّن الجنين منها.
أمّا الصّورة الاولى فذهب المصنف قدسسره إلى عدم صدق الحمل عليها ، فلو ألقتها الأمة لم تكن ذات ولد. وما ادعاه الفاضل المقداد ـ من الإجماع على عدم العبرة بإسقاط النطفة في عدة المطلقة ـ محمول على عدم كونها مستقرة في الرحم ، وأنّها لو بقيت لم تتخلق ولم تتصور بصورة آدمي.
__________________
(١) المبسوط ، ج ٦ ، ص ١٨٦.