يشير إلى آيات القرآن ، يستخدم كلمة دقيقة رقيقة في التعبير إلى إشارتها للعلوم وحقائقه ، يستخدم كلمة (لمسة ، ولمس) ويقول (١) «بإمكانية التقاء الحقيقة العلمية بعد صدق نظرياتها وافتراضاتها وتجاربها مع حقيقة القرآن الكريم ، لأن القرآن الكريم هو كتاب الكون المفتوح». إنه لا يساوي بين النظرية العلمية والحقيقة القرآنية ، لأن النظرية قد تصدق وتكذب وقد تكذب نفسها غدا ، فإذا ما سئل ما النقاط التي اقترب فيها العلم بنظرياته وحقائقه من الحقيقة القرآنية؟ ، كان الجواب (٢) «لا نقاط اقتراب بين حقيقة القرآن ونظريات العلم ، لكن هناك اقتراب ولقاء وتوافقية بين حقيقة القرآن والحقيقة العلمية». هذا النموذج أقدم تأليفا وتاريخا من النموذج الأول حيث يعود إلى عام ١٩٨٣ ، أما المعجزة القرآنية فقد صدر عام ١٩٨٩ ، إنه كتاب «الإنسان في الكون بين العلم والقرآن» للدكتور عبد العليم عبد الرحمن خضر ... إن هذا الكتاب ، وعلى الرغم من كثرة المواضيع العلمية التي طرقها وشرحها وناقشها وأشار إلى التوافقية واللقاء واللمس بينها وبين آيات القرآن ، لكنه يبقى كتاب هداية وإرشاد للإيمان في هدفه الأول والأساس ، حتى يصل المؤلف في خلاصته إلى الدعوة إلى قيام علم إيماني جديد وشامل يبنى على الأسس والحقائق التي أودعها الله في القانون الإلهي العام الأعظم للكون والإنسان ، ويصف هذا العلم بأنه «هو منقذ البشرية من ورطتها ، وهو الذي يجدد صلة الإنسان بالسماء» ، كما يصفه بأنه (٣) «منهج تجريبي عملي يكشف للإنسان عن نظم الطبيعة وخواصها وأسرار النفس الإنسانية ، إنه لا يتحكم بأسلوبه الموضوعي في عقائد الناس ولكنه يدعم إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر». وسنحاول أن نستعرض المنهج والأحكام التي قررها هذا الكتاب ، والأسلوب المستخدم لتعامل القرآن مع العلم فيه. يقول في مقدمة كتابه إنه سيقدم فيه «الدلائل الملموسة على شمول القرآن وصدقه ودقته في معالجة الموضوعات التي تخص الإنسان والكون» ، ويبرهن على ذلك من خلال عرضه للعلوم المختلفة ، ثم إشارته وبرهنته على سبق القرآن للمس هذه المفاهيم.
إن المؤلف يستعرض الأفكار والنظريات والقوانين العلمية أولا ، ثم يستعرض ما توافق منها مع القرآن أو لمسها القرآن لمسا أو التقى معها التقاء ، وقد منهج الكتاب
__________________
(١) الإنسان في الكون بين العلم والقرآن ـ د. عبد العليم عبد الرحمن خضر ، ص ٧٩.
(٢) المصدر السابق ، ص ٨٠.
(٣) المصدر السابق ، ص ١٤.