فإذا قال الخصم بلى : ولا بد من ذلك إن كان من أهل العلم والمعرفة بالأخبار.
قيل له : فلم لم يقاتل بمكة وما باله صبر على الأذى ولم منع أصحابه عن الجهاد وقد بذلوا أنفسهم في نصرة الإسلام وما الذي اضطره إلى الاستجارة بالنجاشي وإخراج أصحابه من مكة إلى بلاد الحبشة خوفا على دمائهم من الأعداء وما الذي دعاه إلى القتال حين خذله أصحابه وتثاقلوا عليه فقاتل بهم مع قلة عددهم وكيف لم يقاتل بالحديبية مع كثرة أنصاره وبيعتهم له على الموت وما وجه اختلاف أفعاله في هذه الأحوال فما كان في ذلك جوابكم فهو جوابنا في ظهور السلف من آباء صاحب الزمان واستتاره وغيبته فلا تجدون من ذلك مهربا.
والحمد لله المستعان وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا.
__________________
واستعدادهم لمنازلة المسلمين ومنعهم من دخول مكة، فاظطر رسول الله صلى الله عليه وآله الى تغيير مسيره نحو الحديبية، فيما رأت قريش تحول مسير المسلمين ركضوا راجعين نحو مكة.
وبعد ذلك ارسلوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله رسلهم لترى لاي تمر قدم وماهي بغيته، واراد صلى الله عليه وآله ان يوضح الامر لسادات قريش، فأرسل بدله عثمان بن الي عفان الى الي سفيان، فاحتبسته قريش عن العودة، وشاع ان قريش قتله عندها دعا رسول الله صلى الله عليه وآاله الى قتال القوم، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فأنزل الله فيها قرآناً.
الا ان قريش بعثت سهيل بن عمرو الى رسول الله صلى الله عليه وآله في طلب الصلح فصالحم.
انظر : تأريخ الطبري ٦٢٠:٢، السيرة النبوية (لابن كثير) ٣١٢:٣، السيرة النبوية (لابن هشام) ٣٢١:٣، التفسير العظيم (لابن كثير) ٢٠٠:٤