يوم الطّفّ يوم الفصل
أنّ يوم الطّفّ يشبه يوم القيامة من جهات :
١ ـ قال الله سبحانه : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) (١).
وعد الشّيطان أتباعه بالفوز والنّجاة ، وحذّرهم الله منه ، فعصوا الرّحمن ، واتّبعوا الشّيطان ، ولمّا جاء يوم الفصل أنكرهم ، وتبرأ منهم ، وقال : (إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) (٢).
و (وعد عبيد الله بن زياد عمر بن سعد ولاية الرّي) (٣) إذا قاتل الحسين ، وكان يتطلّع إليها ، ويطمع فيها ، فقبل وقاد الجيوش ، وحذّره سيّد الشّهداء من العاقبة ،
__________________
(١) إبراهيم : ٢٢.
(٢) المائدة : ٢٨.
(٣) انظر ، الرّي : مدينة مشهورة من أمّهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات ، وهي محطّ الحاج ، وهي بين نيسابور ودارين ، وقال الإصطخري : هي مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها. وقال الأصمعي : هي عروس الدّنيا وإليها يتّجر النّاس : ٣٥٥ ـ ٣٥٨ ، معجم البلدان : ج ٤. انظر ، الطّبقات الكبرى : ٥ / ١٢٥ ، مروج الذّهب : ٤ / ٧٠ و : ٥ / ١٤٣ و ١٤٧ و ١٧٤ و ١٩٦ ، الكامل في التّأريخ : ٤ / ٢١ ، تأريخ الطّبري : ٥ / ٤٠٩ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ٥٠.