أمضي على دين النّبيّ
قال الله تعالى :
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) (١).
كلّ إنسان له عاطفة ، وشهوات ، وميول ، تقيّا كان أو شقيّا ، والفرق أنّ الشّقي إذا تصادمت عاطفته مع دينه تغلّبت العاطفة على الدّين ، وكانت هي الغالبة ، وهو المغلوب ، فإذا مالت نفسه إلى الحرام اقتحمه غير مكترث بواعظ ، ومزدجر بزاجر ، أمّا التّقيّ فعلى العكس يتغلب دينه على عاطفته ، فإذا راودته النّفس إلى المعصية وهمّ بها تذكّر أمر الله ونهيه ، وزجر مشاعره ، ونهى نفسه عن ميولها وهواها.
والأشياء الّتي تقود العاطفة وتحركها كثيرة لا يبلغها الإحصاء ، كالجاه ، والمال والنّساء ، والولد والصّداقة ، وما إلى ذلك ، ولكن عاطفة الأب تّجاه ولده أقواها جميعا ، فكم من عالم تثق به النّاس قادته هذه العاطفة إلى المهالك ، وأودت بدينه
__________________
(١) الصّافّات : ١٠٢ ـ ١٠٦.