طارد غزالا ، فوقع عن الفرس ، ودق عنقه. مات في حوارين (١) ، ونقل إلى دمشق ، ودفن بمقبرة الباب الصّغير ، وقبره الأنّ مزبلة ، وفي عهد العبّاسيّين نبش قبره ، فوجد فيه خطّ أسود ممتد من أوله إلى آخره (٢).
قال بعض المؤلّفين : لمّا رأى الشّيطان يزيد بن معاوية تعوذ منه ، وقال : ما كنت احسب أنّ في الكون من هو أشقى منّي ، حتّى رأيت يزيد! ... ولكن يزيد عند مروان بن الحكم يستسقي الغمام بوجهه (٣)! ... وفي كلّ عصر يزيد ، ومروان ، وليس في الدّنيا إلّا حسين واحد.
ويسوس أمر المسلمين مولّه |
|
رجس وتصرعه الطّلا فيعربد |
ويقوم باسم الدّين فيهم آمرا |
|
من لم يطب في النّاس منه المولد |
ومن العجائب أن يسود مذمم |
|
جمّ العيوب وأن ينحّى السّيّد |
يزيد والمستعمرون :
اكتشف المستشرقون يزيد بن معاوية ، وهم ينقبون عن العورات في تأريخ المسلمين ، فطاروا به فرحا ، كأنّهم اهتدوا إلى آبار غنيّة بالبترول ... وأخذوا
__________________
(١) حوارين بلدة بين دمشق وحمص ، ولا يزال فيها آثار رومانيّة تنبيء عن قصر فخم كان يرتاده يزيد ، وأهلها إلى الآن يطلقون عليه اسم قصر يزيد. (منه قدسسره).
(٢) انظر ، تأريخ دمشق لابن عساكر : ٤٩ / ٣٦٧ و : ٥٧ / ٣٠٨ ، قبر يزيد بن معاوية في قرية قريبة من حوارين تبعد مرحلتين من تدمر. انظر ، معجم البلدان : ٢ / ٣١٥ ، تأريخ خليفة بن خيّاط : ١٩٦ ، ابن الأثير : ٤ / ٩ ، تأريخ اليعقوبي : ٢ / ٢٥١ ، وقيل : لم يعرف له قبر ، كنز العمّال : ٦ / ٦٣١ ، البداية والنّهاية : ٨ / ١٠.
(٣) تقدّمت تخريجاته.