ينفع» (١).
منزلته عند الله ورسوله :
في نهج البلاغة أنّ الإمام أرسل كتابا لمعاوية جاء فيه :
«ألا ترى ـ الخطاب لمعاوية ـ غير مخبر لك ، ولكن بنعمة الله أحدّث أنّ قوما استشهدوا في سبيل الله تعالى من المهاجرين والأنصار ، ولكلّ فضل ، حتّى إذا استشهد شهيدنا ـ الحمزة ـ قيل : سيّد الشّهداء ، وخصّه رسول الله صلىاللهعليهوآله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه! أولا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل الله ـ ولكلّ فضل ـ حتّى إذا فعل بواحدنا ـ جعفر ـ ما فعل بواحدهم ، قيل : «الطّيّار في الجنّة وذو الجناحين»! ولو لا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه ، لذكر ذاكر فضائل جمّة. تعرفها قلوب المؤمنين ، ولا تمجّها آذان السّامعين» (٢).
أجل ، لا ينفر من أريج المسك إلّا الجعل ، ولا يعمي نور الشّمس إلّا عيون الخفافيش ، ولا يجد طعم العسل مرّا إلّا ذوو الأسقام والأمراض.
وفي الحديث أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي ، أنا سيّد الثلاثة ، اختارني ، وعليّا ، وجعفرا ، وحمزة» (٣). وفي الجزء الثّاني من «الإستيعاب» ترجمة جعفر بن أبي طالب أنّ النّبيّ قال : «دخلت البارحة الجنّة
__________________
(١) انظر ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٣٩٧ ح ٥٨٤٧ ، أمالي الصّدوق : ١٣٣ ، روضة الواعظين : ٢٥٩ ، الإصابة : ١ / ٢٣٧ رقم «١١٦٦» ، الإستيعاب : ١ / ٢١٠ ، اسد الغابة : ١ / ٣٤١ رقم «٧٥٩».
(٢) انظر ، نهج البلاغة : الرّسالة «٢٨».
(٣) انظر ، كنز العمّال : ١٣ / ٦٤٢ ح ٣٧٦٢٦ ، مناقب أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان الكوفي : ١ / ١٢٩ ، البيان والتّعريف : ١ / ٦ ، شواهد التّنزيل : ٢ / ٤٨.