الخروج بالنّساء :
قد يقول قائل : ما دام الحسين يعلم بأنّه مقتول لا محالة ، كما صرّح بذلك لأخيه محمّد بن الحنفيّة وحين علم بمقتل ابن عمّه مسلم ، وفي مناسبات شتى ، فلماذا صحب معه النّساء والأطفال ، حتّى جرى عليها ما جرى؟ ..
الجواب :
أجل : أنّ الحسين والأصحاب والتّابعين كانوا يعلمون بمقتل الحسين قبل وقوعه ، فقد اشتهر وتواتر من طريق السّنّة والشّيعة أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله أخبر بذلك أكثر من مرّة ... قال صاحب «العقد الفريد» :
«قالت أمّ سلمة : «كان جبرائيل عليهالسلام عند النّبيّ والحسين معي فغفلت عنه فذهب إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآله وجعله على فخذه
فقال له جبرائيل أتحبّه يا محمّد؟
فقال صلىاللهعليهوآله : نعم
فقال : إنّ أمّتك ستقتله ، وإن شئت أريتك تربة الأرض الّتي يقتل بها ، ثمّ فبسط جناحه إلى الأرض وأراه أرضا يقال لها كربلاء. تربة حمراء بطفّ العراق ، فبكى النّبيّ صلىاللهعليهوآله» (١).
__________________
(١) انظر ، العقد الفريد : ٥ / ١٢٤ طبعة (١٩٥٣ م). (منه قدسسره).
انظر ، مسند أحمد : ٣ / ٢٤٢ ، و : ٦ / ٢٩٤ ، ذخائر العقبى : ١٤٦ ، كنز العمّال : ٧ / ١٠٦ و ١٠٥ و ١١٠ ، و : ٦ / ٢٢٢ و ٢٢٣ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٨٧ ـ ١٨٩ ، الصّواعق المحرقة : ١١٥ و ١٩٢ ح ٢٨. المستدرك على الصّحيحين : ٣ / ١٧٦ و ٢١٧٩ ، الطّبقات الكبرى : ٨ / ٢٠٤ ، الإصابة : ١ / ٦٨ و : ٨ / ٢٦٧ ، و : ٥ / ٢٣١ ، اسد الغابة : ٣ / ٣٤٢ ، و : ٢ / ١٠ ، مسند أحمد : ٦ / ٣٩٩ ، صحيح ابن ماجه ـ