رضا الله رضانا أهل البيت
من كلام سيّد الشّهداء أبي عبد الله الحسين عليهالسلام :
«اللهمّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك ... واجمعني عليك بخدمة توصلني إليك ، وكيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟! أيكون لغيرك من الظّهور ما ليس لك حتّى يكون المظهر لك؟! متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟! عميّت عين لا تراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبّك نصيبا» (١).
هكذا عرف الله سبحانه أئمّة أهل البيت عليهمالسلام. عرفوه حتّى كأنّهم يرونه وجها لوجه ، وحتّى كأنّهم يسمعون أوامره ، ونواهيه رأسا وبلا واسطة ، لقد فتح الله لهم أبواب العلوم بربوبيته وعظمته ، وأضاء لهم طرق الإخلاص له في توحيده وطاعته ، وشرّفهم بالفضائل على جميع خلقه ، فما نطقوا إلّا بكلمة الله ، وما عملوا إلّا بما يرضي الله ، وما قطعوا أمرا ، إلّا بأمر من الله. لمّا عزم الحسين على الخروج إلى العراق قام خطيبا ، وقال :
«الحمد لله ما شاء الله ، ولا قوّة إلّا بالله ، وصلّى الله على رسوله ، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق
__________________
(١) انظر ، كتاب الإقبال لابن طاوس : ٣٤٩ ، من دعاء الحسين يوم عرفة.