ولقد كانت حركة الحسين عملية استشهاد .. كلّف الأيّام ضدّ طباعها.
عزّ عليه ـ على الحسين ـ النّصر العاجل .. وابتغى النّصر الآجل بعد موته .. ليحيي بذلك قضيّة مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة ... وقد رفض الحسين إلّا أن يصحب أهله ليشهدوا النّاس على ما يقترفه أعداؤه بما لا يبرّره دين ، ولا وازع من إنسانيّة ، فلا تضيع قضيّة مع دمه المراق في الصّحراء.
وإذا كان الحسين قد هزم في معركة حربيّة أو خسر قضيّة سيّاسيّة ، فلم يعرف التّأريخ هزيمة كان لها من الأثر لصالح المهزومين كما كان لدم الحسين ، فقد قامت ـ بعد وفاته ـ الثّوارات لتدك عرش بني اميّة.
أمّ العواجز
وتمضي صفحات الكتاب مع أهل البيت لتنتهي عند السّيّدة نفيسة الّتي لقّبت بنفسية الدّارين ، ونفيسة العلم ، ونفيسة المصريژين .. وأمّ العواجز ... ولأمّ العواجز حديث آخر .. يطول (١).
__________________
(١) انظر ، نور الأبصار للشّبلنجي : ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٧٦ ، بتحقّيقنا ، فوات الوفيّات : ٢ / ٣١٠ ، وفيّات الأعيان : ٢ / ١٦٩ ، خطط المبارك : ٥ / ١٣٥ ، عمدة الطّالب : ٢٤٩ ، لسان الميزان : ٢ / ٢٠٨ ، المجدي في أنساب الطّالبيين : ١٦ ، الأعلام للزّركلي : ٣ / ٦٧ ، كتاب الشّهاب للقضاعي : ١٣ ، درّر الأصداف في فضل السّادة الأشراف ، لعبد الجواد بن خضر الشّربيني ، المآثر النّفيسة في مناقب السّيّدة نفيسة ، لجمال الدّين محمد الرّومي ، طبعة الحجر : ٤٧.