الشّعب المصري وآل البيت (١)
لماذا نحتفل بمولد الحسين. وتزخر القاهرة العامرة بالوافدين إلى مسجده لإحياء ذكراه في هذه الأيّام من كلّ عام ...؟.
إنّ الإحتفال بمولده ، أنّ بمولد جدّه عليهالسلام أو بمولد ولّي من أولياء الله الصّالحين لم يرد به أمر في كتاب أو سنّة ، ولكن طبيعة هذا الشّعب الطّيب المؤمن المتدين تهّتز إعجابا ببطولة الأبطال ، وحبّا لأهل البيت وتعبّر عن إعجابها لهذه الإحتفالات الّتي تقيمها في كلّ مناسبة طيّبة.
وقد كان الحسين رضى الله عنه مثلا فريدا في شجاعة القلب ، وشرف الكلمة وإباء الضّمير ، وكانت مكانته في قلب رسول الله صلىاللهعليهوآله مكانة الابن من قلب أبيه. ثمّ هو ابن فاطمة بنته ، وعليّ ابن عمّه ، وهو من الّذين ضمّهم النّبيّ صلىاللهعليهوآله تحت كسائه وقال : «أللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا» (٢).
ولا شكّ أنّ مكانة أهل بيته في قلوب المؤمنين بالمثابة الّتي يشف عنها قول الله : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) (٣) ، وقول
__________________
(١) انظر ، جريدة الأخبار المصريّة : (٢٥ / ٥ / ١٩٧٢ م). (منه قدسسره).
(٢) تقدّمت تخريجاته.
(٣) الأحزاب : ٦.