__________________
ـ وكيف يفسّران إيذاء هنّ له صلىاللهعليهوآله مع إذهاب الرّجس عنهنّ؟! حيث ذكر البخاريّ : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله هجر عائشة ، وحفصة شهرا كاملا ، وذلك بسبب إفشاء حفصة الحديث الّذي أسرّة لها إلى عائشة ، فقالت للنّبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا. (انظر ، صحيح البخاريّ : ٣ / ٣٤). وفي رواية أنس: قال صلىاللهعليهوآله : «آليت منهنّ شهرا». (انظر ، نفس المصدر السّابق). وها هو ابن عبّاس يقول : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطّاب عن المرأتين من أزوّاج النّبيّ صلىاللهعليهوآله اللّتين قال الله تعالى فيهما : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) التّحريم : ٤. حتّى حجّ وحججت معه ... حتّى قال ابن عبّاس : فقلت للخليفة : من المرأتان؟ فقال عمر بن الخطّاب : وا عجبا لك يا ابن العبّاس! هما عائشة وحفصة. (انظر ، لمصدر السّابق : ٧ / ٢٨ ـ ٢٩ ، و : ٣ / ١٣٣). وها هي عائشة وتعقّبها للنّبيّ صلىاللهعليهوآله بعد ما فقدته في ليالي نوبتها ، وقوله صلىاللهعليهوآله لها : «ما لك يا عائشة! أغرت؟ فقالت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك؟! فقال لها صلىاللهعليهوآله : أفأخذك شيطانك؟! (انظر ، مسند أحمد : ٦ / ١١٥ ، تفسير الطّبريّ : ٢٨ / ١٠١ ، طبقات ابن سعد : ٨ / ١٣٥ طبعة أوربا ، وصحيح البخاريّ : ٣ / ١٣٧ ، و : ٤ / ٢٢ ، صحيح مسلم كتاب الطّلاق ح ٣١ ـ ٣٤).
وكيف يفسّران قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) الأحزاب : ٥٧ ، وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) التّوبة : ٦١ ، وقوله تعالى : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ ...) التّحريم : ٥ ، وقوله صلىاللهعليهوآله لأمّ سلمة عند ما سألته : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : أنت إلى خير إنّك من أزوّاج النّبيّ. وما قال : إنّك من أهل البيت؟! (انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني : ٢ / ١٢٤ تحقّيق الشّيخ المحمودي نقلا عن كتاب معجم الشّيوخ : ٢ / الورق ٧ من المصوّرة ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٧).
أمّا المدلول الحقيقي لأهل البيت بعد تخصيص هذا التّعميم وتقييد الإطلاق في الآية الكريمة من خلال القرينة الّتي ترافق الإستعمال ، وكذلك من خلال الأحاديث النّبويّة المحدّدة للمراد من أهل البيت في آية التّطهير ، وهي ما أجمعت عليه الأمّة من خلال كتب الحديث المعتبرة أو كتب التّفسير فإنّه يظهر لنا أنّ هذه الآية نزلت في خمسة ، وهم : محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين :. ومصادر تلك الأحاديث غير محصورة ، ولكن نشير إلى ما هو متداول ومنشور منها :
١ ـ روت أمّ المؤمنين أمّ سلمة بشأن نزول هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ ـ