حبّ الله والرّسول
(قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (١)
أنّ هذه الآية الكريمة نصّ صريح في صفات عمر بن سعد ، حتّى كأنّها نزلت فيه بالذّات. فلقد دعاه الحسين إلى أن يكون معه ، ويدع ابن زياد ، فقال ابن سعد : أخاف أن تهدم داري. وهذا مصداق قوله تعالى : (وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها) : قال الحسين : أنا أبنيها لك.
قال ابن سعد : أخاف أن تؤخذ ضيعتي. وهذا ما دلّ عليه قوله سبحانه : (وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها).
قال الحسين : أنا أخلف عليك خيرا منها.
قال ابن سعد : أنّ لي بالكوفة عيالا أخاف عليهم ابن زياد. وهذا ما أشار إليه قوله عزوجل : (وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ) (٢).
__________________
(١) التّوبة : ٢٤.
(٢) انظر ، تأريخ الطّبري : ٣ / ٣١٢ و : ٤ / ٣٤١ ، الكامل في التّأريخ لابن الأثير : ٣ / ٢٨٣ و : ٤ / ٥٥٤ ، ـ