أحكام القرآن [ ج ٣ ]

البحث

البحث في أحكام القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

أحكام القرآن [ ج ٣ ]

أحكام القرآن

أحكام القرآن [ ج ٣ ]

تحمیل

شارك

المسألة الخامسة ـ قوله صلى الله عليه وسلم : «ملوكا على الأسرّة».

فيه قولان :

أحدهما ـ يركبون ظهره على الفلك ركوب الملوك الأسرة على الأرض.

الثاني ـ يركبون الفلك لسعة الحال والملك كأنّهم أهل الملك.

ويعارض هذا قوله تعالى (١) : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ). فإن النبىّ صلى الله عليه وسلم وصف هؤلاء بالملك (٢) ووصف الله هؤلاء بالمسكنة.

ومن هذه المعارضة فرّ قوم فقالوا : إنّ القراءة فيها : أما السفينة فكانت لمسّاكين ـ بتشديد السين.

وقال قوم : إنما وصفهم بالمسكنة لما هم عليه من عدم الحول والقوّة في البحر وضعف الحيلة فيه أيضا ، فإن من أراد أن يعلم أنّ الحول والقوة لله عيانا فليركب البحر.

وحقيقة المعنى فيه أنّ مسكنتهم كانت لوجهين :

أحدهما ـ لدخولهم البحر.

والثاني ـ أنه (٣) لم يكن لهم مال ولا ملك إلا السفينة ، وهم لا يركبون البحر بالعدد والعدّة ، والعزم والشدّة ، يقصدون الغلبة ، وهذه حالة للملك (٤).

وقد روى أنّ عمر كان يتوقّف في ركوب البحر للمسلمين ، لما كان يتوهّم فيه من الغرر ، إذ لم يره إلا لضرورة كما ركبه المهاجرون إلى الحبشة للضرورة أولا وآخرا ، أما الأوّل ففي الفرار من نكاية المشركين ، وأما الآخر فلنصر النبىّ صلى الله عليه وسلم والكون معه.

المسألة السادسة ـ إذا حصل المرء في ارتجاج البحر وغلبته وعصفه وتعابس أمواجه فاختلف العلماء في حكمه ، وقد تقدم شرحه في سورة الأعراف.

الآية الثانية ـ قوله تعالى (٥) : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

__________________

(١) سورة الكهف ، آية ٨٠.

(٢) في ل : بالملوك ، وم مثل ا.

(٣) في ل ، م : أنهم.

(٤) في ل : المملكة.

(٥) آية ١٠.