فبعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية ومعه الرأس ، فدخل إلى يزيد وعنده أبو برزة الأسلمى فوضع الرأس بين يديه ، فأقبل ينكت القضيب فى فيه ويقول :
تفلّق هاما من رجال أحبة |
|
علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما |
فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك فطال ما والله رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يضع فمه على فمه يلثمه (١).
١٧ ـ قال سبط ابن الجوزى : ذكر ابن سعد فى الطبقات قال : قالت مرجانة أمّ ابن زياد لابنها يا خبيث قتلت ابن رسول الله والله لا ترى الجنة أبدا ثم ان ابن زياد نصب الرءوس كلها بالكوفة على الخشب وكانت زيادة على سبعين رأسا وهى أول رءوس نصبت فى الاسلام بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة. وذكر عبد الله بن عمرو الوراق فى كتاب المقتل أنه لما حضر الرأس بين يدى ابن زياد أمر حجاما فقال قوره فقوره واخرج لغاديده ونخاعه وما حوله من اللحم ، واللغاديد ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.
فقام عمرو بن حريث المخزومى فقال لابن زياد قد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب لى ما ألقيت منه فقال ما تصنع به فقال أواريه فقال خذه فجمعه فى مطرف خز كان عليه وحمله الى داره فغسله وطيبه وكفنه ودفنه عنده فى داره وهى بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث المخزومى ، وقيل ان الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين أخذت الرأس ووضعته فى حجرها وقبلته وقالت :
وا حسينا فلا نسيت حسينا |
|
أقصدته أسنة الأعداء |
غادروه بكربلاء سريعا |
|
لا سقى الله جانبى كربلاء(٢) |
١٨ ـ عنه قال عبيد بن عمير : لقد رأيت فى هذا القصر عجبا يعنى قصر الكوفة رأيت رأس الحسين بين يدى ابن زياد موضعا ، ثمّ رأيت رأس ابن
__________________
(١) مروج الذهب : ٣ / ٧٠.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٥٩.