زياد بين يدى المختار ثمّ رأيت رأس المختار بين يدى مصعب بن الزبير ، ثم رأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدى عبد الملك بن مروان ، قيل له فكم كانت المدة؟ فقال : مقدار ثلاث سنين فأفّ لدنيا تنتهى الى هذا (١).
١٩ ـ عنه قال الواقدى : ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفى وسلّم إليه الرءوس والسبايا وجهزه الى دمشق فحكى ربيعة بن عمرو قال : كنت جالسا عند يزيد بن معاوية فى بهو له اذ قيل هذا زحر بن قيس بالباب ، فاستوى جالسا مذعورا واذن له فى الحال ، فدخل فقال : ما وراءك ، فقال : ما تحبّ أبشر بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين فى سبعين راكبا من أهل بيته وشيعته ، فعرضنا عليهم الامان والنزول على حكم ابن زياد.
فأبوا واختاروا القتال ، فما كان إلّا كنومة القائل أو جزر جزور حتّى أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال؟ جعلوا يلوذون بالاكام فهاتيك أجسامهم مجردة وهم صرعى فى الفلاة ، قال : فدمعت عينا يزيد وقال : لعن الله ابن مرجانة ورحم الله أبا عبد الله لقد كنا نرضى منكم يا أهل العراق بدون هذا لعن الله ابن مرجانة لو كان بينه وبينه رحم ما فعل به هذا.
فلما حضرت الرءوس عنده قال : فرّقت سمية بينى وبين أبى عبد الله وانقطع الرحم لو كنت صاحبه لعفوت عنه ، ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا رحمك الله يا حسين لقد قتلك رجل لم يعرف حق الأرحام ، وفى رواية لعن الله ابن مرجانة لقد اضطرّه إلى القتل ، لقد سأله أن يلحق ببعض البلاد أو الثغور فمنعه زرع لى ابن زياد فى قلب البرّ والفاجر والصالح والطالح العداوة ، ثمّ تنكر لابن زياد ولم يصل زحر بن قيس بشيء ، ثم بعث بالرأس الى ابنته عاتكة فغسلته وطيبته.
قلت : هكذا وقعت هذه الرواية ، رواها هشام بن محمّد وأمّا المشهور عن
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٥٩.