هم لا ينصرون ، فلا يستخفنّكم المهل فانّه عزوجل لا يحقره البدار ولا يخشى عليه فوت ثار كلّا انّ ربّك لناولهم بالمرصاد ثمّ انشات تقول :
ما ذا تقولون ان قال النبيّ لكم |
|
ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم |
بعترتى وبأهلى بعد مفتقدى |
|
منهم أسارى وقتلى ضرّجوا بدم |
ان كان هذا جزائى إذ نصحت لكم |
|
ان تخلفونى بسوء في ذوى رحمى(١) |
٧ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى ولما انفصل عمر بن سعد لعنه الله عن كربلا خرج قوم من بنى أسد فصلّوا على تلك الجثث الطواهر المرملة بالدماء ودفنوها على ما هى الآن عليه ، وسار ابن سعد بالسبى ، فلما قاربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر إليهنّ ، قال الراوى : فاشرفت امرأة من الكوفيات فقالت من أىّ الاسارى أنتنّ ، فقلن نحن أسارى آل محمّد صلىاللهعليهوآله فنزلت المرأة من سطحها فجمعت لهنّ ملاء وأزرا ومقانع وأعطتهن فتغطّين ، قال الراوى وكان مع النساء على بن الحسين عليهالسلام قد نهكنه العلة والحسن بن الحسن المثنى وكان قد واسى عمه وامامه فى الصبر على ضرب السيوف وطعن الرّماح وقد اثخن بالجراح(٢).
٨ ـ روى مصنّف كتاب المصابيح أن الحسن المثنى قتل بين يدى عمّه الحسين عليهالسلام فى ذلك اليوم سبعة عشر نفسا واصابه ثمانية عشر جراحة فوقع فأخذه خاله أسماء بن خارجة فحمله الى الكوفة وداواه حتى برأ وحمله الى المدينة وكان معهم أيضا زيد وعمرو ولد الحسن السبط عليهمالسلام فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون فقال على بن الحسين عليهماالسلام تنوحون وتبكون من أجلنا فمن ذا الذي قتلنا.
٩ ـ عنه قال بشير بن خزيم الأسدي ونظرت الى زينب بنت علىّ يومئذ ولم أر خفرة والله أنطق منها كانها تفرع من لسان أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليهالسلام
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢٢٦
(٢) اللهوف : ٦٣.