نورا فما له من نور (١)
١٢ ـ عنه ، قال وخطبت أمّ كلثوم بنت علىّ عليهالسلام فى ذلك اليوم من وراء كلّتها رافعة صوتها بالبكاء فقالت يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نسائه ونكبتموه فتبا لكم وسحقا ويلكم أتدرون أىّ دواه دهتكم وأى وزر على ظهوركم حملتم وأىّ دماء سفكتموها وأىّ كريمة أصبتموها وأىّ صبية سلبتموها وأىّ اموال انتهبتموها ، قتلتم خير رجالات بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ونزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا ان حزب الله هم الفائزون وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت :
قتلتم أخى صبرا فويل لأمكم |
|
ستجزون نارا حرّها يتوقد |
سفكتم دماء حرم الله سفكها |
|
وحرمها القرآن ثم محمد |
ألا فابشروا بالنار انكم غدا |
|
لفى سقر حقا يقينا تخلدوا |
وانى لا بكى فى حياتى على أخى |
|
على خير من بعد النبيّ سيولد |
(٢) بدمع غريز مستهل مكفكف |
|
على الخد مني دائما ليس يجمد |
قال الراوي فضج الناس بالبكاء والنوح ونشر النساء شعورهن ووضعن التراب على رءوسهنّ وخمشن وجوههن وضربن خدودهنّ ودعون بالويل والثبور وبكى الرجال ونتفوا لحاهم فلم ير باكية وباك اكثر من ذلك اليوم.
ثم ان زين العابدين عليهالسلام أو ماء الى الناس ان اسكتوا فقام قائما فحمد الله واثنى عليه وذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله ثم صلّى عليه ، ثم قال أيها الناس من عرفنى فقد عرفنى ومن لم يعرفنى فانا أعرّفه بنفسى أنا على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهمالسلام ، أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته ، وانتهب ماله وسبى عياله أنا ابن المذبوح
__________________
(١) اللهوف : ٦٥.
(٢) كذا فى الاصل.