٥٤ ـ باب ورود اهل البيت المدينة
١ ـ قال الفتال : ثمّ ندب يزيد نعمان بن بشير ، وقال له تجهّز لتخرج بهؤلاء النسوة الى المدينة ولمّا أراد أن يجهّزهم دعا بعلىّ بن الحسين عليهماالسلام فاستحلاه ثمّ قال لعن الله بن مرجانة أما والله لو انّى صاحب أبيك ما سألنى خصلة الّا أعطيته إيّاها ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ولكنّ الله قضى ما رأيت كاتبنى من المدينة وأنه إلىّ كلّ حاجة تكون لك وتقدّم بكسوته وكسوة أهل بيته وأنفذ معهم فى جملة النّعمان بن بشير رسولا يقدم إليه أن يسير بهم فى اللّيل ويكون أمامهم حيث لا يفوتون طرفة فاذا نزلوا تنحى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ونزل معهم حيث أراد الانسان من جماعتهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم.
صار معهم فى جملة النعمان ولم يزل ينازلهم فى الطّرق كما وصّاه يزيد ويرفق بهم حتّى دخلوا المدينة فلم يسمع واعية مثل واعية بنى هاشم فى دورهم على الحسين بن على عليهماالسلام ، وخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبى طالب حين سمعت بنعى الحسين عليهالسلام حاسرة ومعها أخواتها أمّ هانى واسماء ورملة وزينب بنات عقيل بن أبى طالب تبكى قتلاها بالطّف وهى تقول :
ما ذا تقولون ان قال النبيّ لكم |
|
ما ذا فعلتم وأنتم آخر الامم |
بعترتى وبأهلى بعد مفتقدى |
|
منهم اسارى ومنهم ضرّجوا بدم |
ما كان هذا جزائى اذ نصحت لكم |
|
أن تخلفونى بسوء فى ذوى رحم |
سمع أهل المدينة فى جوف اللّيل مناديا ينادى ، يسمعون صوته ولا يرون شخصه :
أيّها القاتلون ظلما حسينا |
|
ابشروا بالعذاب والتنكيل |