يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر الأزدى ، قال : لما قتل الحسين بن علىّ ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ، فدخل الكوفة ، تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ، ورأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم اجابته ومقتله إلى جانبهم لم ينصروه ، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم فى مقتله إلا بقتل من قتله ، أو القتل فيه.
ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رءوس الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعى ، وكانت له صحبة مع النبيّ صلىاللهعليهوآله وإلى المسيب بن نجبة الفزارى ، وكان من أصحاب على وخيارهم ، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدى ، وإلى عبد الله بن وال التيمى ، وإلى رفاعة بن شداد البجلى.
ثم ان هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا فى منزل سليمان بن صرد ، وكانوا من خيار أصحاب علىّ ، ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم. قال : فلما اجتمعوا إلى منزل سليمان بن صرد بدأ المسيب بن نجبة القوم بالكلام ، فتكلم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلىاللهعليهوآله ثم قال :
أما بعد ، فإنا قد ابتلينا بطول العمر ، والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا ألّا يجعلنا ممن يقول له غدا : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) فإن أمير المؤمنين قال : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستّون سنة ، وليس فينا رجل إلا وقد بلغه ، وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا ، وتقريظ شيعتنا ، حتى بلا الله أخيارنا فوجدنا كاذبين فى موطنين من مواطن ابن ابنة نبينا صلىاللهعليهوآله.
قد بلغنا قبل ذلك كتبه ، وقدمت علينا رسله ، وأعذر إلينا يسألنا نصره عودا وبدءا ، وعلانية وسرّا ، فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا ، لا نحن نصرناه بأيدينا ، ولا جادلنا عنه بألسنتنا ، ولا قويناه بأموالنا ، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا ، فما عذرنا إلى ربنا وعند لقاء نبينا صلىاللهعليهوآله وقد قتل فينا ولده وحبيبه ، و