الراهب علامات النبوة ، فقال لعمه : ارجع بابن أخيك ، واحذر عليه من اليهود ، فرجع.
ولما صار عمره الشريف خمسا وعشرين سنة ، ذهب بتجارة إلى الشام مع ميسرة غلام خديجة بنت خويلد ، فربحت التجارة ضعف ما كانت تربح ، ورأى ميسرة منه صفات حميدة لا تحصى ، فأخبر خديجة بذلك. فأعجبت به وتزوجته صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي بنت أربعين سنة. وكانت خديجة عليهاالسلام خير نساء قريش نسبا ، وأكثرهن مالا ، وأوفرهن جمالا ، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة وبسيدة قريش. ولم يتزوج صلىاللهعليهوآلهوسلم عليها حتّى ماتت. وهي أول من آمن به على الإطلاق ، حين بعث بالنبوة ، وعمره أربعون سنة.
ـ أولاد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (المصدر السابق)
أما أولاده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد ذكر العلماء أنهم سبعة : ثلاثة ذكور وأربعة بنات ، وكلهم من خديجة عليهاالسلام ما عدا (إبراهيم) من مارية القبطية. فأما الذين من خديجة ، فأول من ولد منهم (القاسم) وبه كان يكنّى ،
ثم زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ، ثم الطاهر. وقد ولد هؤلاء كلهم بمكة. ثم ولد إبراهيم بالمدينة. وقد مات الذكور الثلاثة صغارا. أما (زينب) فتزوجت من ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، فولدت له عليا وأمامة ؛ فأما عليّ فمات مراهقا يوم الفتح ، وأما أمامة فتزوجها الإمام علي عليهالسلام بعد وفاة فاطمة عليهاالسلام بوصية منها. وأما (رقية) فتزوجها عثمان بن عفان ، فولدت له عبد الله ، فمات وعمره ست سنين. وبعد وفاة رقية تزوج عثمان أختها (أم كلثوم) ، ولذلك سمّي ذو النورين ، ولم تنجب له ولدا.
وانحصر نسل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بفاطمة الزهراء عليهاالسلام التي حاول كثير من الصحابة خطبتها ، حتّى نزل الأمر الإلهي بتزويجها من ابن عمها علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ليلتقي النوران المباركان في الحسن والحسين عليهماالسلام ، ويكون من هذه السلالة المختارة الأئمة الأطهارعليهمالسلام.
تزوج الإمام علي عليهالسلام من فاطمة الزهراء عليهاالسلام في السنة الثانية من الهجرة وعمرها عشر سنين ، وعمره عليهالسلام ٢٥ سنة. ولما تزوجت فاطمة عليهاالسلام من