بين يديه ، وأمر المنادي أن ينادي عليهن ، وأن يزيل نقابهن عن وجوههن ، ليزيد المسلمون في ثمنهن ، فامتنعن من كشف نقابهن ، ووكزن المنادي في صدره.
فغضب عمر وأراد أن يعلوهن بالدرّة وهن يبكين. فقال له الإمام علي عليهالسلام : مهلا يا أمير المؤمنين ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «ارحموا عزيز قوم ذلّ ، وغنيّ قوم افتقر». فسكن غضبه. فقال له علي عليهالسلام : بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السّوقة. فقال له عمر : كيف الطريق إلى العمل معهن؟. فقال عليهالسلام : يقوّمن ، ومهما بلغ ثمنهن يقوّم به من يختارهن. فقوّمن ، وأخذهن علي عليهالسلام ؛ فدفع واحدة لعبد الله بن عمر ، فجاء منها بولده سالم ؛ وأخرى لمحمد بن أبي بكر ، فجاء منها بولده القاسم ؛ والثالثة لولده الحسين عليهالسلام ، فجاء منها بولده علي زين العابدين عليهالسلام.
وهؤلاء الأولاد الثلاثة فاقوا أهل المدينة علما وورعا. وكان أهل المدينة قبل ذلك يرغبون عن التسري ، فلما نشأ هؤلاء الثلاثة منهن رغبوا في اتخاذ الجواري.
(أقول) : إن أسماء بنات يزدجرد الثلاث :
ـ شاهزنان (وتعني ملكة النساء) : التي تزوجها الإمام الحسين عليهالسلام.
ـ شهر بانو (وتعني سيدة البلد) : التي تزوجها عبد الله بن عمر.
ـ كيهان بانو (وتعني سيدة العصر) : التي تزوجها محمّد بن أبي بكر.
وقد مرّ معي في إحدى الروايات أن الحسين عليهالسلام بعد أن توفيت شاهزنان تزوج شهربانو أو شهربانويه ، ولذلك حصل خلط بين الاسمين. وفي رواية أن شاهزنان توفيت وهي تلد زين العابدين عليهالسلام ، وهي رواية شاذة.
٣٠ ـ قصة زواج الحسين عليهالسلام من الرباب ، ومدى إخلاصها له :
(ينابيع المودة للقندوزي ، ج ٢ ص ١٤٢)
جاء في (الإصابة) أن امرأ القيس بن عدي الكلبي ، كان أميرا على قضاعة الشام.
فقال له علي عليهالسلام : هذان ابناي ، وقد رغبنا في صهرك ، فأنكحنا بناتك. فقال امرؤ القيس : قد أنكحتك يا علي [المحياة] ابنتي ، وأنكحتك يا حسن
[سلمى] ابنتي ، وأنكحتك يا حسين [الرباب] ابنتي ، وهي أم سكينة عليهاالسلام.
وفي الرباب وابنتها سكينة يقول الحسين عليهالسلام شعرا يدل على حبه الشديد لها :